{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) و إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) و إِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) و إِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) و إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) و إِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) و إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) و إِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) و إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) و إِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) و إِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) و إِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} التكوير: 1 – 14 |
جزء مما يلي من مقالة الأستاذ الدكتور (محمد باسل الطائي) “مفهوم السماء و السماوات في القرآن و علوم الفلك المعاصرة” (بتصرف).
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.. يوم القيامة هو يوم وصفه القرآن بشيء من التفصيل بأسلوب سهل ممتنع في مواضع عديدة من القرآن، و هو يوم تنتهي فيه حياة الشمس بالتكوير، و تكوير الشمس كما نفهمه في علم فيزياء النجوم وارد، بل هو المصير المحتوم لها و لنجوم السماء الأُُخر، فالفهم و التفسير في كلا الحالين الماضي و الحاضر متوافق و إنما يزيد لنا علمنا الفلكي المعاصر في التفصيل و يمكِّننا من فهم الآيات الأُخر المتعلقة بتكوير الشمس، فإننا نجد توافقاً منقطع النظير في هذه المسألة بين ما ورد في القرآن و ما كشفته علوم فيزياء النجوم.
وصف القرآن مشاهد السماء و أجرامها يوم القيامة وصفاً دقيقاً مفترضاً ضمنياً وجود مشاهد على سطح الأرض، و بالفعل لن يكون وجود مثل هذا المشاهد ممكن حقيقةً بسبب ما سيعتري الأرض من أحوال أهمها شدة الحرارة، و لأهمية هذه المسألة و لكونها تسهم في تفسير كثيـر من آي القرآن المتعلقة بها، و تسهم في فهم دلالة (السماء) منها فإننا سنعرض لتكوير الشمس و أحوال السماء بشيء من التفصيل:
·{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} القيامة : 7، لقد كشفت أبحاث فيزياء النجوم المعاصرة أنّ الشمس في نهاية عمرها و بعد انتهاء وقودها الهيدروجيني ستمر بمرحلة تمدد سريع أشبه بالانفجار سببه اندماج نوى ذرات الهليوم اندماجاً انفجارياً يسمى ومضة الهليوم Helium Flash.. فيتضخم جرم الشمس بقدر كبيـر حتى تبتلع كوكبي عطارد و الزهرة و تصبح قريبةً من الأرض بحسب تقديرات علماء الفلك.
· {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} الانفطار : 1، عند هذا يتبخر الغلاف الجوي للأرض فتنفطر السماء.
·{وَ إِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} التكوير : 11، تُكشط كشطاً بسبب الحرارة العالية التي يحملها الإكليل المحيط بالعملاق الأحمر، و التعبيـر هنا مجازي لكنه دقيق، فالكشط (القشط) لأن الغلاف الجوي للأرض رقيق نسبياً مقارنةً بسمك (قطر) الأرض.
·{وَ إِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} التكوير : 2، عند هذا ستبدو النجوم منكدرة بفعل الغازات الساخنة الحمراء التي ستملأ السماء ما بين الخافقين.
·{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} الرحمن : 37، فتظهر الصورة و كأن السماء انشقت فصارت وردة كالدهان، و في هذه المرحلة تسمى الشمس “عملاق أحمر” ““Red Giant.
·{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} المعارج : 8، فليس غريباً أن تبدو السماء كالرصاص أو النحاس المذاب فهذا المشهد متوقع بالفعل لما سيحصل من تداخل غازات الأرض و الغازات المنطلقة من العملاق الأحمر بحسب الدراسات الحديثة في فيزياء النجوم و تطورها.
·{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} التكوير : 1، ثم تنكمش الشمس على نفسها و تجتمع جمعاً و هي في حالة دوران، و عندئذ يحصل التكوير الأخيـر و يقع قوله تعالى إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.. حتى تؤول إلى جرم صغير أصغر من الأرض يشع ضوءاً خافتاً، و يسمى هذا الجرم “القزم الأبيض” “White Dwarf “.
·{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَ خَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَ جُمِعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ} القيامة : 7 – 9، هنا إشارة جديرة بالملاحظة ألا و هي أن القرآن قد ذكر اجتماع الشمس و القمر يوم القيامة لكن علوم تطور النجوم و مصير الشمس لا تكشف عن هذا صراحةً، و الحق أن توقعات علم الفلك بهذا الصدد تقريبية كما هو معروف، حيث تنبئ بوصول الشمس قريباً من الأرض و ربما غشيتها أيضاً بحسب بعض المصادر، و لكن هذه الأقوال ليست هي بالدقة التي نستطيع البت فيها على وجه القطع بوصول الشمس إلى القمر، الذي يبعد عن الأرض نحواً من 400,000 كيلومتر فقط، بالضرورة، لكن العارف بالحسابات الفلكية لا يستبعد حصول مثل هذا الأمر أبداً، لذلك لا نرى مشكلة في هذه الإشارة، بل نراها نبوءة قرآنية غير مسبوقة في العلم.
· الجدير بالذكر أن علومنا الفلكية تقرر حالياً أن شمسنا ستعيش بحدود 10,000 مليون سنة و لما كان تقدير عمرها الحالي هو بحدود 5,000 مليون سنة فإنها في منتصف عمرها، أيْ أنّ ما تبقى لها من عمرها الافتراضي هو بحدود 5,000 مليون سنة، عند هذه النقطة يجب أن نؤشر أن هذه الرؤية لعمر الشمس رغم كونها علمية قائمة على حسابات دقيقة إلى حد كبيـر، لكنها ليست قطعية بالتأكيد، ذلك أن تقدير معدل الانفجارات النووية في باطن الشمس ليس معروفاً بالقطع بل هو أمر تقديري، و قد تحصل أمور أخرى، لا نعرفها اليوم، تؤدي إلى تسارع عمليات الاندماج النووي تسارعاً كبيـراً يؤدي إلى انفجار الشمس و بالتالي نقض عمرها الافتراضي ليصبح أقل كثيراً مما نتوقع نظرياً الآن.
هذه الأوصاف كلها تنطبق على ما يحصل للغلاف الجوي للأرض لذلك ليس في وسعنا إلا أن نقول إن المعنى الذي تومئ إليه مفردة (ٱلسَّمَآءِ) في هذه المواضع من القرآن هو الغلاف الجوي.
كلمتا السماء مفردة و السماوات بصيغة الجمع وردتا في القرآن مرات كثيـرة، فقد وردت لفظة (سَمَاء) مرتين و (ٱلسَّمَآءِ) 118مرة (الإجمالي 120 مرة في 115 آية)، و وردت لفظة (ٱلسَّمَٰوَٰتِ) 189 مرة و مرة واحدة (سَمَٰوَاتٖ) في قوله تعالى ﴿فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَ أَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَ حِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ﴾ فصلت: 12، فيكون الإجمالي للجميع 310 مرات، و يلاحظ أن هاتين اللفظتين وردتا في مواضع الحديث عن الظواهر الطبيعية و غالباً في سياق لفت نظر من يقرأ القرآن أو يسمعه إلى عظمة الخلق و دقة صنعه، و كثيـراً ما ارتبط ذكر السماء بالسحاب و المطر.. و على الرغم من ذلك فقد ميّـز الكتاب الكريم في بعض المواضع بين لفظتي السحاب و السماء.
الآن، وردت مفردة (ٱلسَّمَآءِ) في القرآن 120 مرة، يمكن تقسيم المعاني المباشرة و المساوقة للمعاني اللغوية المتداولة التي وردت عليها.. الفضاء الممتد فوق سطح الأرض، السحاب، ثم الوجوه المختلفة كالتالي:
· الآیات التي تدل فيها كلمة (ٱلسَّمَآءِ) على الفضاء الممتد فوق سطح الأرض (37 مرة)
1. {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} البقرة : 59
2. {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ حَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} البقرة : 144
3. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ بَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} البقرة : 164
4. {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَ آتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا} النساء : 153
5.{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} المائدة : 112
6. {وَ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} الأنعام : 35
7.{وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ لَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الأعراف : 96
8. {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الأنفال : 32
9. {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} إبراهيم : 24
10. {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} الإسراء : 92
11. {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} الإسراء : 93
12. {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} الإسراء : 95
13. {وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} الأنبياء : 16
14. {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} الكهف : 40
15. {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} الحج : 31
16. {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} الحج : 70
17. {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} الشعراء : 4
18. {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء : 187
19. {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} النمل : 64
20. {وَ مَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} النمل : 75
21. {وَ مَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ وَ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لَا نَصِيرٍ} العنكبوت : 22
22. {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} العنكبوت : 34
23. {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَ يَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} الروم : 48
24. {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا و َمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} سبأ : 2
25. {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} سبأ : 9
26. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} فاطر : 3
27. {وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} يس : 28
28. {وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} ص : 27
29. {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَ يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ} غافر : 13
30. {وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} الزخرف : 84
31. {وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ} الذاريات : 22
32. {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} الذاريات : 23
33. {وَ إِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} الطور : 44
34. {وَ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَ وَضَعَ الْمِيزَانَ} الرحمن : 7
35. {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الحديد:4
36. {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الحديد : 21
37. {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} الملك : 17
· الآیات التي تدل فيها كلمة (ٱلسَّمَآءِ) على السحاب (21) مرة
1. {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَ رَعْدٌ وَ بَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَ اللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} البقرة : 19
2. {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَ السَّمَاءَ بِنَاءً وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة : 22
3. {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ بَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} البقرة : 164
4. {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَ أَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَ جَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} الأنعام:6
5. {وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا} الكهف : 45
6. {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَ سَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} طه : 53
7. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} الحج : 63
8. {وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} المؤمنون : 18
9. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} النور : 43
10. {وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} الفرقان : 48
11. {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} النمل : 60
12.{وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} العنكبوت : 63
13.{وَ مِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَ طَمَعًا وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الروم : 24
14. {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَ أَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَ بَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} لقمان : 10
15. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَ مِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَ حُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَ غَرَابِيبُ سُودٌ} فاطر : 27
16. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} الزمر : 21
17. {وَ الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} الزخرف : 11
18. {وَ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الجاثية : 5
19. {وَ نَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَ حَبَّ الْحَصِيدِ} ق : 9
20. {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} القمر : 11
21. {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} نوح : 11.
· ما جاء (السَّمَاءِ) بمعنى غير مباشر (37+ 21 =58، الباقي 120 – 58 = 62 مرة)
بعد استعراض الآيات التي وردت فيها مفردة السماء و تخليص تلك الآيات التي جاءت بمعنى الفضاء الممتد فوق الأرض و الآيات التي تدل على السحاب بدلالة الماء، فقد وجدنا آيات أخر يبدو فيها معنى السماء مبهماً بمقياس المعهود في لغة العرب و أفهامهم في عصر ظهور القرآن، و ذلك أن خصائص غير معروفة بالبداهة قد احتوتها آيات أُخر من القرآن و لذلك اعتبرناها مبهمة، و فيما يلي جدول بالآيات و سبب الإبهام بحسب ما نراه.
و بالتالي سنورد الآيات التي تدل على خلق السماء سبعاً بأبواب، و أن (السَّمَاءَ) سقفاً محفوظاً، و تعني الغلاف الجوي المحيط بالأرض، و أعلى منه النظام الشمسي (السماء الدنيا)، و أعلى منه ذراع المجرة، و أعلى منه الكون المنظور كله، ثم طيها و على التوالي :
· خلق السَّمَاءِ
1.{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَ هِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فصلت : 11 ذكر القرآن أن السَّمَاءِ كانت مؤلفة من دُخَانٌ في مراحلها الأولى، فالدخان هو الغازات المنبعثة من النار، و هذا يعني أن القرآن يقرّر أصلاً حاراً للسماء، كما جاء في علوم الكونيات الحديثة التي درست أصل الكون و مراحل تكوينه، فكشفت عن أن الكون انبثق عن العدم في انفجار هائل اندفعت معه كمية هائلة من الطاقة تبلورت إلى تشكيلات مادية أسست للتكوين المادي الحالي للكون و الذي يتألف بمعظمه من غازي الهيدروجين و الهليوم.
· و قد وضع الفيزيائي جورج جامو و آخرون في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي نظرية متكاملة تفسر مراحل تطور الكون الأولى، حتى تخليق عنصري الهيدروجين و الهليوم. و بتكاثف سحب هذين الغازين و تجمعها على بعضها تكونت نجوم (أيْ شموس) عملاقة من الجيل الأول، أحرقت هذه النجوم الهيدروجين و الهليوم في عمليات الاندماج النووي، فتخّلقت في بواطنها عناصر أخرى أكثـر تعقيداً، و هي العناصر الأثقل من الهليوم، حتى وصلت إلى العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم.
· و وضع الفيزيائي الفلكي فرد هويل و آخرون نظرية لتفسير ما يسمى عمليات (الطبخ النووي) لتكوين العناصر الثقيلة داخل النجوم، و يعتقد أن هذه النجوم العملاقة آلت إلى التكوير (الانكماش و الضمور) بعدما انتهى مخزونها من الوقود فانفجرت، بحسب ما تقتضيه قوانين الفيزياء، مؤلفةً سُحباً غازية عظيمة تحتوي عناصر ثقيلة، و عن تلك السحب الغازية (أيْ رماد النجوم العملاقة الأولى) نشأت نجوم (شموس) جديدة تألفت منها و حولها نظم كوكبية كنظامنا الشمسي الذي ننتمي إليه. و هذا ما تقرره علوم فيزياء النجوم، و هو ما تأكد بصيغته العامة بالقطع من خلال التحقيق الكوني و التأكد العملي عن طريق رصد ملايين النجوم التي تملأ السماء.
2.{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَ جَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} الأنبياء : 30،عن مراحل الخلق فإن القرآن يشير إلى أن السماوات و الأرض كانتا رتقاً (أي ملتصقتين) ثم جرى فصلهما بالفتق.
3. {وَ السَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} الذاريات : 47، يشير إلى أن السماء هي بنيان يتوسع.
4.{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} الأنبياء : 104، ثم يشير إلى المصير النهائي للسماء و السماوات بكونها سيتم طيها نهائياً يوم القيامة.
5. {وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ السَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الزمر : 67، و يبدو أن يوم القيامة هو حدث كوني ذي طابع عام لا يقتصر على الأرض أو المنظومة الشمسية بل إن السماوات جميعاً ستكون بيمين ﷲ مطوية.
· السماوات السبع
ورد ذكر السَّمَاوَاتُ بصيغة الجمع في الكتاب الكريم 210 مرة، و ورد أنها سَبْعَ في بضع آيات، هي:
1. {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} البقرة : 29
2. {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} الإسراء : 44
3. {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} المؤمنون : 86
4. {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَ حِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} فصلت : 12
5. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} الطلاق : 12
6. {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} الملك : 3
7. {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} نوح : 15
8. {وَ لَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَ مَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} المؤمنون : 17
9. {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} النبأ : 12
إذاً يتبين أن لفظ (سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) ورد سبعاً، و ورد كنايةً بلفظ (طَرَائِقَ) و (شِدَادًا) تعبيراً عن بعض صفاتها في آيتين أُخريتين، من الملاحظ أن القرآن لم يقدم أيّة تفاصيل بشأن خصائص هذه السماوات السبع، و لا الفروق بينها لكنه ذكر أنهن خلقن من سماء أولية دخانية و أنهن طباقاً و ميز القرآن بين سماء دنيا و السماوات العلا، و ذكر القرآن أن هنالك من يسبح بحمد ﷲ في السماوات، ربما في إشارة إلى وجود كائنات عاقلة فيها، لأن (مِن) تستعمل للعاقل، و ذكر القرآن أن لله ما في السماوات و ما في الأرض، و ذكر أن خلق السماوات و الأرض تم في ستة أيام، استوى الخالق بعدها على العرش.
مما لا شك فيه أن الآيات التي وردت في ذكر السماوات هي الأخرى توحي بالبنيان المادي أيضا من خلال كونها (طِبَاقًا) و كونها (شِدَادًا)، و لو أن هذا الإيحاء ليس مباشراً و واضحاً، كما توحي السماوات السبع ظاهرياً بأنها طرق أو أفلاك أو مدارات من خلال قوله (سَبْعَ طَرَائِقَ).
· بناء (السَّمَاءِ) و أبوابها
بناء السماء و كونها سقفاً مسألة جوهرية مهمة، ذلك أن هاهنا بضع آيات صريحة تكاد تدل على أن السماء هي بناء مادي كثيف له أبواب، و هي سقف محفوظ و مرفوع بغيـر عمد، و رفع السقف بغير عمد يقتضي ثقله :
1.{وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} الذاريات : 7.. أنّ دلالة السماء في هذه الآيات تعني الكون برمته، و هي في هذا بالفعل بنيان ثقيل يتألف من آلاف المليارات من الشموس (النجوم) التي بعضها مثل شمسنا و بعضها الآخر أكبر من شمسنا بآلاف المرات، و تنتظم تلك الشموس في وحدات بنائية أساسية هي المجرات و يبلغ متوسط عدد النجوم في المجرة الواحدة مئتي ألف مليون نجم، تنتظم المجرات في تجمعات بنيوية أكبـر تسمى العناقيد النجمية لتؤلف هذه العناقيد بناءً هائلاً في الاتساع و نسيجاً محبوكاً متماسكاً بعضه يشد بعضه الآخر، و قد يرى حبك هذا النسيج من خلال الأرصاد الكونية الحديثة التي دلت على ما يسمى بالنسيج الكوني Cosmic Web. لذلك فليس من المبالغة الحديث عن السماء كبناء و كونها ذات حُبك أيّ محبوكة حبكاً، و من المعلوم أن أجزاء هذه السماء يجذب بعضها بعضاً بفعل قوة التثاقل الجاذبي، و بالتالي فهي يمكن أن يقع بعضها على البعض الآخر لولا أن تكون ممنوعة عن ذلك بقوة أخرى، و هذه القوة المضادة هي قوة توسعها.
2.{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَ لَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} فاطر : 41، كشفت الأرصاد الفلكية في الربع الأول من القرن الماضي أن الكون برمته في حالة توسع هائل تتباعد فيها أجزاؤه عن بعضها البعض بسرع عالية، و لولا توسع هذا البنيان بالقوة التي تدفع به إلى التوسع و التي لا تراها العيون لكانت أجزاؤه سقط بعضها على بعض حتى تؤول إلى نقطة، و بالتالي كانت السماء لتزول و معها الأرض و هكذا تُمسك السموات و الأرض و تمنعان من الزوال، و هذا هو معنى الآية.
3. وردت في القرآن آيات فيها لفظة (بَابًا) و (أَبْوَابَ) في دلالة صريحة على أنّ السماء بناء كالسقف، و أن فيه أبواب أو فتحات، الآيات التي جاء فيها ذكر أبواب السماء إنما هو على الأرجح دلالة مجازية، و الآيات هي:
1. {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} الأعراف : 40
2. {وَ لَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ} الحجر : 14
3. {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} القمر : 11
4. {وَ فُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا} النبأ : 19
يمكن القول إن للباب دلالتين: الأولى حقيقية و هي الفتحة في الحائط يولج منها، و الثانية مجازية تدل على السبيل، فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ.. تبين أن الذي ينفتح ليصب الماء المنهمر هو السحاب، و بالتالي فهو في الغلاف الجوي للأرض، أيْ أنّ الباب هنا دلالة مجازية.
أما معنى أبواب السماء في الآيات الأُخر فهو الطريق، و فيما عدا ما جاء في (الأعراف:40) فإن القصد بالسماء على عموم اللفظة هنا هو الغلاف الجوي، و البيان الجميل الخفي هو في قوله {وَ لَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} الحجر : 14 – 15، إذ لو عرج الإنسان في السماء (الغلاف الجوي) فإنه سيجد كأن عيونه قد أغلقت و أُخِذ عنه بصره حال عبوره الغلاف الجوي، لأن الضوء لن يعود منتشراً كما نعرفه على سطح الأرض و ضمن غلافها الجوي.
· ما جاء في حفظ السَّمَاءَ
ورد ذكر حفظ السماء و الأرض في القرآن في خمسة مواضع و هي :
1. {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} البقرة : 255
2. {وَ جَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَ هُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} الأنبياء : 32
3. {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَ حِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} فصلت : 12
4. {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَ حِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} الصافات : 6 – 7
5. {وَ لَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَ زَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَ حَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} الحجر : 16 – 17
و الحفظ 4 أنواع :
· كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ.. في آيتين من هذه الآيات نجد أن الحفظ المقصود ظاهرياً هو حفظها من الشياطين.
· النيازك (الكِسَف).. و هذا الحفظ هو مما يمكن تفسيره بما نعرفه الآن عن الغلاف الجوّي و ما يقدّمه من حماية للأرض، فإن من المعروف أن الغلاف الجوي يقوم بحماية الأرض من كثيـر من العوامل المؤذية، فهو يقيها شرّ الكِسَف (النيازك) {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء : 187، و النيازك الصغيرة الكثيرة العدد التي تتساقط بفعل جاذبية الأرض لها حال اقترابها منها، و يحصل إذ ذاك أن تتبخر كثيـر من الكِسف قبل وصولها إلى الأرض جراء احتكاكها بالهواء فتظهر على شكل ومضات ضوئية تسمى “الشهب”، و قد يتبقى شيء من تلك الكِسف إن كان حجمها كبيـراً فيسقط على الأرض جسماً صلباً يسمى “نيزك”.
· الأمواج الكهرومغناطيسية.. كما أن طبقة الأوزون التي تحيط بالأرض و التي هي جزء من الغلاف الجوي للأرض تمنع نسبة كبيـرة من الأمواج الكهرومغناطيسية القصيرة المؤذية كأشعة إكس و الفوق البنفسجية من النفاذ و الوصول إلى سطح الأرض.
· الرياح الشمسية.. هذا فضلاً عن الحفظ الذي يوفره المجال المغناطيسي للأرض إذ يدفع شر الرياح الشمسية المؤلفة من أيونات سريعة تنطلق من الشمس إثر الانفجارات الشمسية الكبـرى و تتجه نحو الأرض كصواعق كهربائية محرقة، فيقوم المجال المغناطيسي للأرض بدفعها و حرف مساراتها حتى يحبسها في أماكن معلومة على ارتفاعات عالية في حزامي (فان ألن).
إذن (السَّمَاءَ) حافظة و محفوظة، فحفظها من أن تخترقها الإشعاعات الضارة و غيرها، و هي بذات الوقت حافظة للأرض من ضرر تلك الإشعاعات و الكسف. و في هذا الإطار من الحفظ الذي يوفره الغلاف الجوي و الغلاف المغناطيسي للأرض يمكن دون مواربة فهم دلالة (السَّمَاءَ) بكونها سقفاً محفوظاً.
· الآیات التي تدل فيها كلمة (السَّمَاءِ) على الغلاف الجوي المحيط بالأرض
1. {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} الأنعام : 125، فالآية الأولى في الجدول تتحدث عن المتصعد في السماء و تقول إن صدره يصبح ضيقاً حرجاً، فنفهم الضيق و الحرج أنه ناتج عن تناقص الأوكسجين في الغلاف الجوي كلما تصاعدنا في السماء، حيث إن من المعروف علمياً أن كثافة الهواء تقل كلما ارتفعنا في الغلاف الجوي، و تقل معها كمية الأوكسجين اللازم للتنفس، فيشعر المتصعّد بالاختناق تدريجياً و يصير صدره ضيقاً حرجاًً لقلة الأوكسجين في رئتيه، لذلك يمكن القول أن المعنى الأرجح لمفردة (السَّمَاءِ) في الآية هنا الغلاف الجوي، و هذه الآية مثال نموذجي على إمكان تفهم دلالة الآيات على وجوه مختلفة في عصور مختلفة.
2.{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} النحل : 79، كذلك بالمثل يمكن فهم معنى (السَّمَاءِ) أنها الغلاف الجوي للأرض بدلالة كلمة (جَوِّ) و كلمة (الطَّيْرِ)؛ فهذه لا تكون إلا ضمن الغلاف الجوي للأرض، و من الجدير بالذكر أن كلمة (جَوِّ) وردت مرة واحدة في القرآن.
3.{وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} الطارق : 11، أنها ترجع الأمواج الكهرومغناطيسية و هذه صفة متعلقة في الغلاف الجوي أيضاً حيث ترجع الطبقة الأيونية المسماة Ionosphere الأمواج الراديوية إلى سطح الأرض و بذلك نتمكن من سماع الإذاعات البعيدة بالأمواج القصيرة، و لولا هذا الرجع لما أمكننا سماعها.
4. {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} الدخان : 10، فهذه ليست من علامات يوم القيامة بل الأرجح إنها حال من أحوال السماء في حياة الناس وهذا المعنى يؤكده سياق الآية نفسها وما جاء بعدها.
· الآیات التي تدل فيها كلمة (السَّمَاءَ الدُّنْيَا) على النظام الشمسي
1. {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} الصافات : 6
2. {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَ حِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} فصلت : 12
3. {وَ لَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَ جَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} الملك : 5
السبب في ذهابنا إلى أن لفظ (السَّمَاءَ) تعني النظام الشمسي كله، أنّ الكواكب حقيقةً هي جزء من النظام الشمسي و هي بالتأكيد مما يلي الغلاف الجوي، و هنا تجدر الملاحظة أن القرآن حين ذكر الكواكب ذكر أنها زينة السماء الدنيا على وجه الخصوص و ليس السماوات جميعاً، لذلك نذهب إلى أن عبارة (السَّمَاءَ الدُّنْيَا) في الآيات التي ذكرناها ربما تُشير إلى النظام الشمسي كله.
· الآیات التي تدل فيها كلمة (السَّمَاءِ) على ذراع المجرة
1. {وَ لَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَ زَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} الحجر : 16
2. {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَ جَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَ قَمَرًا مُنِيرًا} الفرقان : 61
3. {وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} البروج : 1
في هذه الآيات يتحدث القرآن عن السماء بمداها الأوسع و هي السماء المنظورة بالعين المجردة، و لكن مما يلي النظام الشمسي. لذلك لم تأت مفردة (الدُّنْيَا) في هذه الآيات. و قد كان من المعروف على عهد تنـزل القرآن و تدوينه أن البـروج هي جزء مما كان يسمى “كرة النجوم الثوابت”، و هذه النجوم الثوابت التي نراها هي على الحقيقة بعض نجوم ذراع المجرة التي ننتمي إليها. و كانت المجرة معروفة عند العرب و غيـرهم أنها التجمع الرئيس للنجوم في السماء الذي يمتد من الشمال الشرقي للقبة السماوية حتى جنوبها الغربي، لكنهم لم يكونوا يعرفون أن المجرة هي في الحقيقة قرص لولبي ذي أذرع، و لم يكونوا يعلمون أنّ ما يرونه من المجرة هو ليس إلا ذراعاً لولبياً واحداً من أذرُعها.
· الآیات التي تدل فيها كلمة (السَّمَاءِ) على الكون المنظور كله
1. {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} الرعد : 2
2. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحج : 65
3. {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَ زَيَّنَّاهَا وَ مَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} ق : 6
4. {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَ السَّمَاءَ بِنَاءً وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} غافر : 64
5. {وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} الذاريات : 7
6. {وَ السَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ} الذاريات : 47
7. {وَ السَّمَاءَ رَفَعَهَا وَ وَضَعَ الْمِيزَانَ} الرحمن : 7
8. {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} النازعات : 27
9. {وَ السَّمَاءِ وَ مَا بَنَاهَا} الشمس : 5
10. {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} الأنبياء : 104
11. {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} سبأ : 2
12. {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الحديد : 4
يظهر من الآيات التي وردت فيها كلمة (السَّمَاءِ) أن هنالك ما يمكن أن ينزل من السَّمَاءِ ، و هي:
المُنزل | الآيات |
جُنْدٍ | {وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ} يس : 28 |
الْمَلَائِكَةِ | {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} الإسراء : 92 |
{قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} الإسراء : 95 | |
{وَ يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَ نُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا} الفرقان : 25 | |
آيَةً | {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} الشعراء : 4 |
مَائِدَةً | {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} المائدة : 112 |
{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَ آخِرِنَا وَ آيَةً مِنْكَ وَ ارْزُقْنَا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} المائدة : 114 | |
كِتَابًا (مادة الكتاب) | {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَ آتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا} النساء : 153 |
{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} الإسراء : 93 | |
رِزْق | {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} النمل : 64 |
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَ يُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ} غافر : 13 | |
{وَ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} الجاثية : 5 | |
{وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَا تُوعَدُونَ} الذاريات : 22 | |
بَرَكَاتٍ | {وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ لَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الأعراف : 96 |
مَاءً | {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَ السَّمَاءَ بِنَاءً وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة : 22 |
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ بَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} البقرة : 164 | |
{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَ سَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} طه : 53 .. و غيرها كثير | |
صَيِّبٍ | {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَ رَعْدٌ وَ بَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَ اللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} البقرة : 19 |
كِسَفًا | {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} الإسراء : 92 |
{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَ يَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} الروم : 48 | |
{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} سبأ : 9 | |
{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الشعراء : 187 | |
{وَ إِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} الطور : 44 | |
رِجْزًا | {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} البقرة : 59 |
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ} الأعراف : 162 | |
{إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} العنكبوت : 34 | |
حَاصِبًا | {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} الملك : 17 |
حُسْبَانًا | {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} الكهف : 40 |
|
|
حِجَارَةً | {وَ إِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الأنفال : 32 |
مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ | {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} الحج : 31 |
{وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) و إِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} التكوير: 7 – 9.. الله تعالى لا يسأل غيـر العاقل، و مضمون هذه السورة يتحدث عن أشياء تقع منذ بداية الخلق و هي مستمرة إلى يوم القيامة، و لا علاقة لها بالمولودة الأنثى فقط، بل الإنسان العاقل الراشد الذي يحمل النفس.. و إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ.. هنا الله I يبينّ كيف سيبعث النّاس، أيْ كلّ جسدٍ سيزوجه بنفسه حتى يصير حياً و جاهزاً لاستقبال الروح.. ليُحاسب، و لهذا قال تعالى (النُّفُوسُ) و لم يقل الأنفس، و ستكون من بين هذه النُّفُوسُ الموءودة، كلمة الموءودة جذرها اللغوي هو فعل (وأد)، فنقول باللسان العربي، وأد الأب ولده (ذكر كان و أنثى) بمعنى قيدّ حريته و خنقها و كبتها.. إذا الموءودة هي كل نفس قُيّدت، و كُبتت حرياتها كحرية في الاختيار، و في أيامنا هذه تقابلها كلمة (القمع)، فالله تعالى سيسأل كل عاقل و راشد أُكرِه أو أُجبـرِ على شيء لماذا فُعل به ذلك، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ.. و القتل هنا التعمّق في الفعل و هو وصول الشيء منتهاه.. قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ.
في السورة الكريمة 12 (إِذَا) تأكيداتٍ على عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ.