وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ

{وَ إِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَ فِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَ إِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَ إِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَ إِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَ الْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُو التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة: 49 - 54

نَجَّيْنَاكُمْ و أَنْجَيْنَاكُمْ.. نَجَّيْنَاكُمْ تكونُ (بعد وقوع العذاب) وأَنْجَيْنَاكُمْ تكون (قبل وقوع العذاب) و قد وردت في آيات عدة من القرآن الكريم:

1.     {وَ إِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَ فِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} الأعراف: 141

2.     {وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَ فِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} إبراهيم: 6

3.       {وَ إِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَ أَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} البقرة: 50

4.       {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ وَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوَى} طه: 80

5.       {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} الأنعام:63

6.     {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} يونس: 23

7.       {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَو حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} العنكبوت: 24

الاِخْتِلافُ بَيْنَ الأُولَى و الثَّانِيَةِ» نَجَّيْنَاكُمْ«و »أَنْجَيْنَاكُمْ« ثُمَّ »يُذَبِّحُونَ« و »يُقَتِّلُونَ«، هُو أنّ نَجَّيْنَاكُمْ الكَلامُ مِنْ الله، أَمَّا فِي سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ أَنْجَاكُمْ الكَلامُ كَلامِ مُوسى u يَحْكِي عَنْ كَلامِ الله.. إِنَّ الله I حِينَ يَمْتَنُّ عَلَى عِبَادِهِ يَمْتَنُّ عَلَيْهُمْ بِقِمَمِ النِّعْمَةِ و هِيَ نَجَاةُ الأَبْنَاءِ مِنْ الذَّبْحِ و استخدام النِّسَاءِ في الاِسْتِحْيَاءِ، فكَلِمَةُ نَجَّى تَكُونُ وَقْتِ نُزُولِ العَذَابِ، و كَلِمَةُ أَنْجى يَمْنَعُ عَنْهُمْ العَذَابُ، فَالأَوْلَى لِلتَّخْلِيصِ مِنْ العَذَابِ و الثَّانِيَةُ يُبْعِدُ عَنْهُمْ عَذَابُ فِرْعَوْنَ نِهَائِيًّا، فَفَضْلُ الله عَلَيْهُمْ كَانَ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ، مَرْحَلَةُ أَنَّهُ خَلَّصَهُمْ مِنْ عَذَابٍ وَاقِعٍ عَلَيْهُمْ و المَرْحَلَةِ الثَّانِيَةِ أَنَّهُ أَبْعَدَهُمْ عَنْ آلِ فِرْعَوْنٍ فَمَنَعَ عَنْهُمْ العَذَابَ.

و الفَرْقُ بَيْنَ يُذَبِّحُونَ و يُقَتِّلُونَ، الذَّبْحُ لا بُدّ فِيهِ مِنْ إِرَاقَةِ دِمَاءٍ و يَتِمّ بِقَطْعِ الشَّرَايِينِ عِنْدَ الرَّقَبَةِ، و القَتْلُ قَدْ يَكُونُ بِالذَّبْحِ أَو بِغَيْـرِهِ كَالخَنْقِ و الإِغْرَاقِ، و كُلُّ هَذَا قَتْلٌ لَيْسَ شَرْطًا فِيهِ أَنْ تَسْفِكَ الدِّمَاءَ، و هو ما كان يفعله الفراعنة لاستخراج الخلايا الجذعية من الأطفال.

لقد عمل الفراعنة على تقتيل أطفال بـني إسرائيل للاستفادة من الخلايا الجذعية من ناحية، و استحياء نساء بنـي إسرائيل بوضع المخلوقات الهجينة في أرحامهن.. و قد كشفت الآثار عن مخلوقات بجسم إنسان ورأس ابن آوى.. و كثـرت مثل هذه الرسومات في متحف الأهرامات.. و ستجد مزيداً من التفاصيل في البحث حول (لغز معبد السرابيوم بسقارة و أسرار التوابيت الضخمة التـي حيـرت العلماء و علاقتها بالاستنساخ) علماً بأن هذه التوابيت تزن 100 طن (70 طن الوعاء و30 طن الغطاء، بطول 400 سم و ارتفاع 330سم).. واستخدمت لإنتاج العلق و الديدان من خليط من الطيور و الحيوانات مثل ابن آوى و الذئاب و الأسماك.. و تحت الضغط العالي (غطاء السرابيوم).. و بعزل الأكسجين عنها حتـى التعفّن ثم يتم حقن هذا المنتج في أرحام الإسرائيليات.. و قد كانت تتضمن الآثار الأدوات الطبية المستخدمة في الحقن و كُتب تشرح هذه الطريقة.. و قد كان يستخدم الصعق أحياناً (بالذات أوقات البـرق) كمحفز لعملية التخليق {وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ…} الزمر: 68.. حيث إن الصعق من أقوى المحفزات للحياة.. و النقوش المنحوتة على السرابيوم على شكل رموز، تشرح طريقة استخدامه.. و في أحيان أخرى يجبـرن الإسرائيليات على الممارسة مع الحيوانات لإنتاج حيوانات هجينة بين الإنسان و الحيوان.

 

{وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُو التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة: 54.. يتوبون يعنـي يكفّون عن ما كانوا يفعلون من سيئات، و ليس ينتحرون، إذا أخذنا المفهوم السطحي لكلمة قتل بلسان العرب يعنـي القضاء على الحياة، سيكون مفهوم الآية، أن موسى يأمر قومه بالانتحار لكي يتوب الله عليهم، و هذا سيناقض {وَ لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} الإسراء: 33.

{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22)} المدثر: 18 – 22.. {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} عبس: 17.. لا يمكن أن يكون فعل قتل هو القضاء على الحياة.. فعندما نقول قتل زيدٌ عمراً، يعـني وضع زيدٌ حدّا لحياة عمر ليكون مماته، أيْ إن زيداً وضع حدّا لشيء وهبه الله تعالى لعمر الذي هو الحياة، ليكون ضده الذي هو الموت، و هذا هو غرض زيد من فعل القتل.. فدلالة كلمة قتل هي وضع حد لشيء وهبه الله تعالى للإنسان ليكون ضده، و ليس من الضروري أن يكون وضعُ حدّ للحياة ليكون الموت، فقد يكون وضع حداً للحرية مثلاً، كحرية الاختيار أو التعبير.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} النساء: 29.. فالكل يعلم بأن أكل أموالنا بيننا بالباطل حرام، لكن إذا كان عبـر تجارة عن تراض منا فهو حلال، يعنـي أن الله تعالى يقول، إذا كان الحلال يحيط به الحرام، فلا تقتلوا أنفسكم، أي لا تحرمّوا على أنفسكم ما أحلّ الله لكم، و لا تشدّدوا عليها مخافة السقوط في الحرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart