{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} ص : ٧٢ |
بعد التسوية كان الاصطفاء ثم النفخ.. الرُّوحُ التـي بين
جنبينا (وهي غيـر النفس – انظر سورة الأنعام 93) هِيَ مِنْ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى
و كَلِمَةٌ مِنْهُ و كُنْهَهَا غَيـْرُ مَعْرُوفٍ لِلإنسان.. و لَكِنْ يُمْكِنُ
وصْفُهَا بِثَلاثِ صِفَاتٍ:
الصفة الأولى عند الولادة: عن عَبْدُ اللهِ بْنُ
مَسْعُودٍ t،
قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ و هُو الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ:
“إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ
يَوْمًا، أَو لأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ
يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ
تَعَالَى مَلَكًا، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: أَنْ يَكْتُبَ عَمَلَهُ،
و أَجَلَهُ، و رِزْقَهُ، و شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، و إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتّـَى يَكُونَ مَا بَيْنَهُ و بَيْنَهَا غَيْـرُ
ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
فَيَدْخُلُهَ، و إِنَّهُ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَكُونَ مَا
بَيْنَهُ و بَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا” صَحِيحٌ ثَابِتٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وفي سُؤَالٍ
لِلشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ: يَا شَيْخُ بِالنِّسْبَةِ لِنَفْخِ الرُّوحِ فِي
الجَنِينِ مَتَـى يَكُونُ، خُصُوصًا أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يَقُولُ: أَنَّ هُنَاكَ
دَلالَةٌ عِلْمِيَّةَ تُثْبِتُ أَنَّ النَّفْخَ فِي بِدَايَةِ الأَرْبَعِينَ
الأُولَى مِنْ نَفْخِ الجَنِينِ، و أَنَّ هُنَاكَ حَدِيثاً فِي مُسْلِمٍ يُثَبِّتُ
أَنَّ فِيهِ زِيَادَةٌ: أَنَّهُ يَكُونُ عَلَقَة مِثْلَ ذَلِكَ فِي الأَرْبَعِينَ
يَوْمًا، يَسْتَدِلُّونَ بِهَذَا الحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ الرُّوحُ تَنْفُخُ
النَّفْخَ بِالأَرْبَعِينَ اليَوْمُ الأُولَى؟
أَجَابَ
الشَّيْخُ: فِي سُؤَالِكَ نَاحِيَتَانِ: إِحْدَاهُمَا شَرْعِيَّةٌ، و الأُخْرَى طِبِّيَّةٌ،
مِنْ النَّاحِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ ثَبَتَ فِي حَدِيثِ اِبْنِ مَسْعُودٌ
المُتَّفَقِ عَلَيْهِ بَيْنَ الشَّيْخَيْنِ أَنَّ الرُّوحَ إِنَّمَا تَنْفُخُ فِي
الجَنِينِ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.. أَمَّا القَوْلُ: أَنَّهُ ثَبَتَ
عِلْمِيًّا طِبِّيًّا: أَنَّ الرُّوحَ تُنْفَخُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَأَنَا فِي
اِعْتِقَادِي أَنَّ هَذَا مَعَ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلحَدِيثِ السَّابِقِ فَهُو أَيْضًا
لَيْسَ بِثَابِتٍ طِبِّيًّا؛ لأَنَّنـِي أَنَا أَعْلَمُ أَنْ هَذَا لَيْسَ مِنْ
اِخْتِصَاصِي و لَكِنَّهُ مِنْ مَعْلُومَاتِي الَّتـِي يُشَارِكُنِي فِيهَا كُلُّ
مُثَقَّفٍ لَهُ مُشَارَكَةٌ فِي الاِطِّلاعِ عَلَى مَا يُجْرَى اليَوْمَ مِنْ
بُحُوثٍ عِلْمِيَّةٍ و غَيْرِهَا، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الحُوَيْنَ الصَّغِيرُ هَذَا الَّذِي يُوجَدُ
مِنْهُ المَلايِينَ الممليَنْةَ فِي مَنّـِي الرَّجُلِ كُلَّهَا حُوينَات لَيْسَتْ
مَيِّتَةً و إِنَّمَا هِيَ فِيهَا الحَيَاةُ، فَهَذَا الحُويْنَ حِينَمَا
يَنْمُو حِينَمَا يُلَقّحُ البُوَيْضَةَ فِي رَحِمِ المَرْأَةِ يَنْمُو و يُنْمُو مَعَهُ
هَذِهِ الحَيَاةَ الَّتـِي فَطَرَهَا اللهُ U فِي هَذَا
الحُوينَ و هُو فِي صُلُبِ الرَّجُلِ قَبْلَ أَنْ يَنْتَقِلَ إِلَى رَحِمِ
المَرْأَةِ، فَإِذَاً هُنَا حَيَاتَانِ، و لِنَتَسَامَحْ فِي التَّعْبِيـرِ و لا بَأْسَ مِنْ
ذَلِكَ قَلِيلاً، هُنَا رُوحَانِ:
·
الرُّوحُ الأُولَى
وجِدَتْ مَعَ الحُوينَ و هُو فِي صُلُبِ الرَّجُلِ (والصحيح هي نفس و تأتي من
الخصية)،
· الحَيَاةُ
الثانية أَو الرُّوحُ الأُخْرَى نُفِخَتْ بِنَصِّ الحَدِيثِ بَعْدَ أَرْبَعَةِ
أَشْهُرٍ، يَوْمٌ يَأْتِي و يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ و يَسْأَلُ: سَعِيدٌ أَمْ
شَقِّي، ذَكَرٌ أَمْ أُنْثى.. إِلَى آخَرِ التَّفَاصِيلِ المَعْرُوفَةِ فِي
الصَّحِيحِ،
فَهُنَا إِذاً رُوحَانِ فقط، الرُّوحُ
الثَّالِثُ هَذِهِ مَا هِيَ؟ فقهياً لا يُوجَدُ رُوحٌ ثَالِثٌ إِطْلاقًا، بِمَعْنـى:
غَيْـرُ الرُّوحِ الَّتـِي بِهَا يَحْيَا هَذَا الحُوينَ و يَكْبُـرُ و يَنْمُو و يَنْمُو،
حَتّـَى يُصْبِحَ يَتَحَرَّكُ فِي بَطْنِ الأُمِّ، و الرُّوحُ الَّتـِي تُنْفَخُ فِي
الجَنِينِ، هَذِهِ بِلا شَكٍّ رُوحٌ جَدِيدَةٌ غَيـْرَ تِلْكَ الرُّوحُ الكَبِيـرَةَ
فِي ذَلِكَ الحُوينِ، هَذِهِ دَعْوَى، مُجَرَّدُ دَعْوَى أَنَّهُ هُنَاكَ ثَابِتٌ فِي عِلْمِ
الطِّبِّ أَنَّ الرُّوحَ الَّتـِي أَخْبـَرَ اللهُ عَنْهَا أَو أَخْبَرْنَا
نَبِيِّنَا أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ المَلَكَ بِأَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ لا فِي
الشّرعِ و لا فِي عِلْمِ الطِّبِّ أَنْ هَذَا يَنْفُخَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ
يَوْمًا، أَو عَلَى الأَقَلِّ قَبْلَ مُضِيِّ الأَرْبَعَةِ الأَشْهُرُ، هَذَا لا
وجود فِيهِ إِطْلاقًا…” «الهدى و النور» (٧٢٩/ ٤٤: ٤٦: ٠٠).
نَسْتَنْتِجُ
مِنْ هَذَا أَنَّ الرُّوحَ الكَرِيمَةَ (الإضافة الجديدة) هُنَا وضعتْ فِي كَائِنٍ حَيٍّ
اِسْمَهُ عِلْمِيًّا الزيجوت.. اللاقحة أو البويضة المخصّبة أو الزيجوت
(بالإنجليزية: Zygote).. و هِيَ
غَيـْرُ النَّفْسِ (الـتي وصلت مع الحيوان المنوي).. فَهَذِهِ النَّفْسُ هِيَ مِنْ
قبْلِ خَلْقِ آَدَمَ u
·
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ و نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} الحجر: ٢٩
·
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ و نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} ص: ٧٢
وهِيَ مَنْ
سَوَّاهَا الحَقُّ U {وَنَفْسٍ و مَا سَوَّاهَا} الشمس: ٧، و هِيَ الَّتـِي خَرَجَتْ مِنْ
ظَهْرِ آَدَمَ u {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ
مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ و أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} الأعراف: ١٧٢، و قَدْ صَنَّفَهَا الخَالِقُ
إِلَى أَرْبَعِة أَنْوَاع:
–النَّفْسُ
المُطْمَئِنَّةُ {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الفجر: ٢٧، و سُمَّيْتْ فِي
كُتُبِ عِلْمَ النَّفْسِ أَلأنَا الَّتـِي تَوَازِنُ بَيْنَ أَلأنَا
العُلْيَا و الْهُو و هِيَ الجَانِبُ السَيْكُولُوجِي حَسَبَ تَقْسِيمَاتِ
فِرِويِدْ الطَّبِيبُ النِّمْسَاوِيُّ.
–النَّفْسُ
الأَمَّارَةُ {وَمَا
أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا
رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} يوسف: ٥٣، و سُمّيتْ فِي عِلْمِ
النَّفْسِ بالْهُو أَو الغَرَائِزُ الفِطْرِيَّةُ الَّتِـي تَسْعَى لِتَحْقِيقِ
اللَّذَّةِ، و هُو الجَانِبُ البِيُولُوجِيّ.
–النَّفْسُ
اللَّوَّامَةُ {وَلا
أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ
اللَّوَّامَةِ} القيامة: ٢ و هِيَ أَلأنَا
العُلْيَا الَّتـِي تُمَثِّلُ الضَّمِيرَ، أَو الجَانِبُ السِيسِيولُوجِي أقوم قيلا، للموسى.
–النَّفْسُ
الزَّكِيَّةُ {فَانْطَلَقَا
حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} الكهف: ٧٤، و هِيَ الَّتِي لَمْ
تَبْدَأْ بِالتَّكْلِيفِ.
وهَذِهِ
النَّفْسُ (الحقل القادم من الحيوان المنوي) تُوضَعُ فِي الجَسَدِ و تُديره.. فكلمة (الجَسَدُ) هُو
الكَائِن يَحْمِلُ عَلَى الأَقَلِّ صِفَةً واحدة مِنْ صِفَاتِ الأَحْيَاءِ.. و لا
يُشْتَرَطْ أَنْ يَتَحَرَّكَ:
· {وَاتَّخَذَ
قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ
يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ و لا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ و
كَانُوا ظَالِمِينَ} الأعراف: ١٤٨.
·
{فَأَخْرَجَ لَهُمْ
عِجْلاً جَسَدًا
لَهُ
خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ و إِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} طه: ٨٨.
·
{وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ
الطَّعَامَ و مَا كَانُوا خَالِدِينَ} الأنبياء: ٨.
·
{وَلَقَدْ فَتَنَّا
سُلَيْمَانَ و أَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} ص: ٣٤.
ومَتَّى
أُضِيفَتْ لَهُ الرُّوحُ (الأمر) و النفس (الحقل) و الحَرَكَةُ صَارَ جِسْمًا:
· {وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا
أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا و نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ و
لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ و
زَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ و الْجِسْمِ و اللَّهُ يُؤْتِي
مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ و اللَّهُ واسع عَلِيمٌ} البقرة: ٢٤٧، و الفَرْقُ بَيْنَ
بَسَطَ و بَصَطَ، أَنَّ بَسَطَ يَكُونُ فِي جَانِبٍ
واحد فَقَطْ بَيْنَمَا بصَطَ يَكُونُ فِي جَوَانِبٍ
مُتَعَدِّدَةٍ (وهذا الفرق بين السين و الصاد).
· {وَإِذَا
رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ و إِنْ يَقُولُوا
تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ
عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُو فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} المنافقون: ٤.
ومَتَـى
مَا كَانَ هَذَا الجِسْمُ ضَخْمًا كَانَ بَدَنًا {فَالْيَوْمَ
نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
لِتَكُونَ
لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً و إِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا
لَغَافِلُونَ}
يونس: ٩٢..
و بِهَذَا
نَسْتَنْتِجُ أَنَّ الرُّوحَ (الأمر) الَّتـِي نَبْحَثُ عَنْهَا.. هِيَ غَيْـرُ
النَّفْسِ (الحقل) الَّتِي تَبْعَثُ الحَيَاةَ فِي الكَائِنِ الحَيِّ.
الصفة الثانية النَّفْسُ
الأَوَّلِيَّةُ:
هَذِهِ تُوجَدُ فِي الحَيَوَانِ و النَّبَاتِ و الجَمَادِ و الإِنْسَانِ:
·
نَفْسُ الْحَيَوَانِ؛ للحَيَوانَاتِ دَرَجَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ
مِنْ مَظَاهِرِ الحَيَاةِ تَتَلَخَّصُ فِي النُّمُو و التَّكَاثُرِ و الحَرَكَةِ و
الاِسْتِجَابَةِ لِلمُؤثِّراتِ، بِالإِضَافَةِ إِلَى حَاجَتِهَا لِلطَّاقَةِ و
عَمَلِيَّةِ حَرْقِهَا (الأَيْضُ) و التَّكَيّفِ مَعَ البِيئَةِ المُحِيطَةِ {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ
مَاءٍ فَمِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ و مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ و مِنْهُمْ
مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} النور: ٤٥، و المَاءُ تَنْبَعُ مِنْهُ الحَيَاةُ {… و جَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ
أَفَلا يُؤْمِنُونَ} الأنبياء: ٣٠، و مِنْ الاِسْتِجَابَةِ للمؤثرات
اللُّغَةُ:
o {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ
دَاوُودَ و قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ و أُوتِينَا مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُو الْفَضْلُ الْمُبِينُ} النمل: ٦،
o{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ و جُنُودُهُ و هُمْ لا
يَشْعُرُونَ}
النمل: ١٨،
o {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ
الْجِبَالِ بُيُوتًا و مِنَ الشَّجَرِ و مِمَّا يَعْرِشُونَ} النحل: ٦٨،
إِذَاً لِلحَيَوَانِ
نَفْسٌ مواصفاتها أقل من مواصفات نفس الإنسان (انظر سورة الروم 19).. و للمادة
أيضاً نفس أقل من النبات (انظر سورة فصلت 11 حيث تكون للمادة الصلبة إرادة).